كثيرون عندما يبدأون حمية غذائية لإنقاص الوزن، يُسارعون إلى حذف المانجو من قائمتهم اليومية ظنًا منهم أنها فاكهة “ثقيلة” ومليئة بالسكر، وبالتالي فهي ممنوعة تمامًا. تنتشر هذه الفكرة بشكل واسع، حتى أصبحت المانجو تُصنف ظلمًا ضمن “أعداء الدايت”. لكن الحقيقة أن هذه النظرة مبنية على نصف معلومة، وأن المانجو ليست العدو، بل الكمية وطريقة تناولها هما ما يصنع الفارق.

المانجو بالفعل من الفواكه الغنية بالسكريات الطبيعية، إذ تحتوي ثمرة متوسطة الحجم على حوالي 45 إلى 50 سعرة حرارية لكل 100 جرام، وهي نسبة معتدلة جدًا مقارنة بفاكهة أخرى مثل العنب أو التين. كما أنها مصدر ممتاز للفيتامينات والمعادن، أبرزها فيتامين C، وفيتامين A، ومضادات الأكسدة التي تساعد في تقوية المناعة وتحسين صحة الجلد والعينين.
وبذلك، فهي ليست فقط غير ضارة عند تناولها باعتدال، بل قد تكون مفيدة أثناء الحمية إذا أُدرجت في الوقت المناسب من اليوم.

ما يجعل الناس يعتقدون أن المانجو “تُسمن” هو طعمها الحلو الذي يوحي بأنها مليئة بالسكر. ولكن يجب التفريق بين السكر الطبيعي في الفواكه والسكر المضاف في الحلويات والمشروبات. السكر الطبيعي يأتي داخل منظومة غذائية متكاملة تحتوي على ألياف تبطئ امتصاصه، مما يمنع الارتفاع المفاجئ في سكر الدم. بينما السكر المضاف يدخل الجسم بسرعة ويُخزَّن بسهولة كدهون.
بمعنى آخر، المانجو لا تسبب السمنة، بل الإفراط في تناولها هو ما يؤدي إلى ذلك — تمامًا كما هو الحال مع أي نوع من الطعام.

إذا تم تناول المانجو باعتدال وبطريقة ذكية، مثل تناول نصف ثمرة صغيرة كوجبة خفيفة بين الوجبات، أو كبديل للحلوى بعد الغداء، فهي لا تُعيق عملية إنقاص الوزن إطلاقًا. بل على العكس، قد تساعد في السيطرة على الرغبة في تناول السكريات الصناعية. كما أن أليافها تساعد على الهضم وتُشعر بالشبع لفترة أطول.

الخطر الوحيد يكمن في العصائر الجاهزة أو “سموذي المانجو” الذي يحتوي على كميات مضافة من السكر أو الحليب كامل الدسم، فهنا تتحول الفاكهة من غذاء صحي إلى قنبلة سعرات حرارية. لذلك، القاعدة الذهبية هي أن تتناول المانجو كما خلقها الله – فاكهة طازجة كاملة، لا في صورة عصير أو حلوى.

المانجو ليست ممنوعة في رحلة إنقاص الوزن، بل يمكن أن تكون رفيقًا ذكيًا إذا التزمت بالاعتدال. فالعلاقة بين المانجو والوزن ليست علاقة عداوة، بل علاقة تحتاج إلى توازن وفهم. تذكّر دائمًا: لا يوجد طعام “ممنوع” في المطلق، بل هناك نظام صحي متوازن يسمح بكل شيء في حدوده الصحيحة.

د.هدير سيف 
اخصائي التغذيه العلاجيه