أهلاً بكم فى موقعنا

خرافة : هناك مشروبات تنقص الوزن

Blog Images

خرافة : هناك مشروبات تنقص الوزن

تنتشر في عالم التغذية والإعلانات مقولة شهيرة مفادها أن هناك مشروبات سحرية قادرة على إذابة الدهون وإنقاص الوزن بسرعة، مثل "مشروب حرق الدهون"، أو "مشروب القرفة والزنجبيل لإنقاص الوزن"، أو "ماء الليمون قبل النوم يذيب الشحوم". تبدو هذه الادعاءات مغرية لمن يبحث عن نتائج سريعة دون تغيير حقيقي في نمط الحياة، لكنها في الواقع خرافة غذائية لا تستند إلى أي دليل علمي موثوق.

لفهم الحقيقة، علينا أن نعرف أن عملية فقدان الوزن تعتمد أساسًا على ميزان الطاقة: إذا كان الجسم يحرق سعرات حرارية أكثر مما يستهلك، فإنه يفقد الوزن، والعكس صحيح. لا يوجد أي مشروب يمكنه بمفرده أن يغير هذا الميزان أو يجعل الجسم يحرق الدهون من تلقاء نفسه. ما يحدث فعليًا هو أن بعض المشروبات قد تساعد بشكل غير مباشر في تنظيم الشهية أو تحسين عملية الأيض، لكنها لا "تذيب الدهون" كما يُروّج لها.

على سبيل المثال، الماء يُعتبر المشروب الأهم في أي خطة إنقاص وزن، لأنه يساعد على الشعور بالامتلاء ويقلل من الرغبة في الأكل الزائد، لكنه لا يحرق الدهون مباشرة. كذلك، الشاي الأخضر يحتوي على مركبات تسمى الكاتيشينات، والتي قد ترفع معدل الأيض قليلًا عند بعض الأشخاص، لكن تأثيرها بسيط جدًا ولا يمكن الاعتماد عليه وحده. أما مشروبات مثل القرفة، الزنجبيل، الليمون، أو خل التفاح، فكل ما تفعله غالبًا هو تحفيز الجهاز الهضمي أو تقليل الانتفاخ، لكنها لا تؤثر في كمية الدهون المخزنة في الجسم.

الخطير في هذه الخرافة أن الكثيرين يظنون أن تناول هذه المشروبات يمنحهم حرية الأكل دون حساب، أو يعفيهم من ممارسة الرياضة، مما يؤدي في النهاية إلى الإحباط وزيادة الوزن بدلًا من فقدانه. فالمشروبات لا تعالج السبب الحقيقي للسمنة، وهو النظام الغذائي غير المتوازن والعادات اليومية الخاطئة.

لا يعني هذا أن كل المشروبات بلا فائدة؛ بالعكس، هناك مشروبات تدعم نمط الحياة الصحي، مثل الماء، والشاي الأخضر غير المحلى، ومغلي الأعشاب الطبيعية الخفيفة، لأنها تساعد في الترطيب وتقلل الرغبة في تناول المشروبات السكرية. لكن المهم أن نفهم أنها وسائل مساعدة فقط، وليست أدوات سحرية للتنحيف.

باختصار، لا توجد وصفة سحرية تُشرب فتُذيب الدهون، بل هناك توازن في الغذاء، ونشاط بدني، وصبر واستمرارية. المشروبات الصحية قد ترافقك في رحلتك نحو الرشاقة، لكنها ليست السبب في الوصول إليها.

 

د.هدير سيف 
اخصائي التغذيه العلاجيه