أهلاً بكم فى موقعنا

خرافة : البطاطا من أعداء الدايت

Blog Images

خرافة : البطاطا من أعداء الدايت

تُعد البطاطا واحدة من أكثر الأطعمة التي نالت سمعة سيئة بين متبعي الحميات الغذائية، حتى أصبحت تُصنف ظلمًا على أنها “عدو الدايت الأول”. فكثيرون يظنون أن البطاطا تسبب زيادة الوزن مباشرة لأنها “نشوية”، وأن مجرد تناولها كفيل بإفساد النظام الغذائي. لكن الحقيقة العلمية أكثر دقة وإنصافًا من ذلك، فالخرافة هنا ليست في البطاطا نفسها، بل في طريقة تناولها وتحضيرها.

البطاطا في أصلها غذاء طبيعي غني بالقيمة الغذائية. فهي مصدر ممتاز للكربوهيدرات المعقدة التي تمنح الجسم الطاقة، وتحتوي على فيتامين C، والبوتاسيوم، والألياف الغذائية. كما أن محتواها من الدهون منخفض جدًا، وهي خالية من الكوليسترول. المشكلة لا تكمن في البطاطا ذاتها، بل في الطريقة التي تُطهى بها — فعندما تُقلى في الزيت، تمتص كميات كبيرة من الدهون، وتتحول من غذاء متوازن إلى قنبلة سعرات حرارية.
على سبيل المثال، 100 جرام من البطاطا المسلوقة تحتوي على نحو 80 سعرة حرارية فقط، بينما نفس الكمية من البطاطا المقلية قد تصل إلى أكثر من 300 سعرة حرارية.

الخلط بين “البطاطا” و”الكربوهيدرات السيئة” جعل كثيرين يبتعدون عنها تمامًا في حمياتهم، رغم أن الكربوهيدرات جزء أساسي من النظام الصحي المتوازن. حرمان الجسم منها تمامًا قد يؤدي إلى نقص الطاقة، واضطراب المزاج، وصعوبة في التركيز. المهم هو التحكم في الكمية وطريقة التحضير.
فالبطاطا المشوية أو المسلوقة يمكن أن تكون جزءًا مثاليًا من وجبة دايت متوازنة إذا تم تناولها باعتدال، خصوصًا عند دمجها مع مصدر بروتين (مثل الدجاج المشوي أو البيض المسلوق) وبعض الخضروات.

ومن المثير للاهتمام أن البطاطا، خاصة عندما تُطهى وتُبرد ثم تُؤكل لاحقًا، تحتوي على نوع من النشويات يُسمى النشا المقاوم، وهو مفيد لصحة الأمعاء ويساعد في تحسين الإحساس بالشبع وتقليل مقاومة الإنسولين. أي أن البطاطا يمكن أن تساهم في التحكم في الوزن، لا زيادته، إذا أُدرجت ضمن نظام متوازن ومدروس.

السبب الحقيقي وراء زيادة الوزن ليس البطاطا، بل الإفراط في السعرات الكلية. سواء جاءت من البطاطا، أو الخبز، أو الحلويات، فإن الجسم يتعامل مع الفائض منها بتخزينه على شكل دهون. لذا فالحل ليس في إلغاء نوع من الطعام، بل في تعلم كيف نأكله بالشكل الصحيح.

باختصار، البطاطا ليست عدو الدايت، بل ضحية سوء الفهم. عند تحضيرها بطريقة صحية وتناولها باعتدال، يمكن أن تكون جزءًا لذيذًا ومغذيًا من أي نظام لإنقاص الوزن.

 

د.هدير سيف 
اخصائي التغذيه العلاجيه