أهلاً بكم فى موقعنا

الحبه الصغيره التي تحمي قلبك (البرغل)

Blog Images

الحبه الصغيره التي تحمي قلبك (البرغل)

البرغل هو حبة من القمح الكامل تُجفَّف بعد سلقٍ جزئيّ له، ثم تُكسر إلى درجات مختلفة الحجم. يرجع استخدامه إلى آلاف السنين في مناطق الشرق الأوسط والمتوسط، حيث يُعدّ طعامًا تقليديًا سهلاً التحضير ومحافظًا على العناصر الغذائية. وبالرغم من بساطته، فإنه يحتوي على مزيج ممتاز من الألياف، البروتين النباتي، الفيتامينات، والمعادن التي تجعل منه خيارًا ذكيًّا لمن يبحث عن الغذاء الصحي المُعزز للقلب.

 

كيف يحمي البرغل القلب من الداخل

من أهم الطرق التي يعمل بها البرغل في حماية القلب هي احتواؤه على كميّات جيدة من الألياف الغذائية، سواء القابلة للذوبان أو غير القابلة. تُساعد هذه الألياف في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، وذلك لأن الألياف تسهم في ربط الصفراء المرتبطة بالكوليسترول ومن ثم إخراجها من الجسم. مع مرور الوقت، يقلّ تراكم الترسبات داخل الشرايين، تنخفض مخاطر تصلّب الشرايين، ويُصبح القلب أقل عرضة للإجهاد. (مصدر: WebMD)

كما يلعب البرغل دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم، حيث يحتوي على معادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم. هذان المعدنان يُساعدان في استرخاء الأوعية الدموية، وإخراج الصوديوم الزائد من الجسم، مما يخفّف الضغوط التي يواجهها القلب. يُضاف إلى ذلك أن نظام الغذاء الذي يحتوي على حبوب كاملة مثل البرغل يربطته الدراسات بانخفاضٍ في خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. 

 

تأثير البرغل على السكر والوزن: عامل حماية إضافي للقلب

القلب لا يعمل بمعزل عن الأيض وسكر الدم؛ فالتحكم في مستوى الجلوكوز والأنسولين يُعدّ أحد العوامل المهمّة للحفاظ على صحة القلب. البرغل، بفضل مؤشره الجلايسيمي المنخفض والألياف التي يُوفرها، يُساعد على إطلاق الجلوكوز ببطء في الدم، مما يمنع ارتفاعات مفاجئة في السكر التي من شأنها أن تلحق أضرارًا بالأوعية الدموية أو تزيد من مقاومة الإنسولين. 

إنخفاض الوزن أو الحفاظ عليه ضمن الحدود الصحية هو أيضًا عنصر مهم في وقاية القلب، والبرغل مفيد جدًا هنا؛ الألياف والشعور بالشبع تساعد على خفض الإفراط في الطعام، مما يدعم جهود خفض الوزن. 

 

عناصر غذائية في البرغل تجعل القلب أكثر أمانًا

من الناحية الغذائية، البرغل غني بالمعادن المهمة مثل الماغنيسيوم والمنغنيز، وكذلك فيتامينات B، التي تلعب دورًا في دعم وظائف الأوعية الدموية وتخفيض مستويات الحمض الأميني المضرّ المسمى الهوموسيستين، ارتفاعه مرتبط بزيادة المخاطر القلبية. هذه العناصر بالإضافة لمضادات الأكسدة التي يحتويها البرغل، تُساعد في مكافحة الالتهابات والتأكسد – وهما عاملان كبيران في تدهور صحة القلب والشرايين. 

 

كيف يُدخل البرغل في نظام يومي قلبي صحي

ليس من الضروري تغييرات جذرية؛ إدخال البرغل في النظام الغذائي بمعدّل مناسب يمكن أن يحدث فرقًا ملموسًا. فمثلاً يمكن استبدال بعض كميات الأرز الأبيض أو الخبز المكرر بالبرغل، استعماله في السلطات مثل التبولة، أو كشوربة مع خضروات، أو كطبق جانبي بدلاً من المكرونة. الطبخ لا يحتاج وقتًا كثيرًا إن تم تحضير البرغل المسبق الغلي أو استخدام البرغل الفوري إذا كان متوفرًا. التنويع مع الخضروات والبروتينات النباتية أو الحيوانية الصحية يجعل الوجبة متوازنة ويزيد من فوائد البرغل للقلب.

 

حدود البرغل واعتبارات هامة

على الرغم من فوائد البرغل العديدة، إلا أن هناك بعض الأمور التي ينبغي الانتباه لها: أولًا، البرغل يحتوي على جلوتين؛ لذا فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض السيلياك أو حساسية القمح يجب أن يتجنّبوه. ثانيًا، الإفراط في تناول الحبوب دون التنويع قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل الانتفاخ أو الغازات، خصوصًا إن لم يكن معتادًا على تناول الكثير من الألياف. أيضًا يجب شرب كمية كافية من الماء عند تناول وجبات غنية بالبرغل لضمان حركة الأمعاء السلسة. وأخيرًا، البرغل لا يعوض نمط حياة غير صحي أو عوامل خطورة أخرى للقلب مثل التدخين، قلة النشاط، وغذاء عالي الدهون المشبعة.

البرغل ليس مجرد حبة صغيرة عادية، بل هو كنز غذائي يسهم في حماية القلب بطرق متعددة: خفض الكوليسترول، تنظيم ضغط الدم، دعم استقرار سكر الدم، والمساعدة في التحكم في الوزن. هو غذاء متاح وسهل التحضير ويُقدّم فوائد كبيرة مع كلفة بسيطة. إن جعله جزءًا منتظمًا من الوجبات اليومية، جنبًا إلى جنب مع نمط حياة صحي، هو خطوة قوية نحو قلب أكثر أمانًا وعمر أطول.

د.هدير سيف 
اخصائي التغذيه العلاجيه