أهلاً بكم فى موقعنا

الشمر حارس الجهاز الهضمي

Blog Images

الشمر حارس الجهاز الهضمي

الشمر: مَن هو هذا الحارس؟

الشمر (Fennel) هو نبات عطري يُستخدم منذ القدم في التوابل، الطبّ الشعبي، ووصفات الطهي، سواء ببذوره، أو جذمه، أو أوراقه. يحتوي على زيوت طيّارة مثل الأنيثول (Anethole) ومركّبات نباتية أخرى تكمّل فوائد غذائيّة وغذائيّة، وهذه المكونات تجعله من الأعشاب ذات الدور القوي في دعم صحة الجهاز الهضمي. 

 

كيف يدعم الشمر الهضم؟

من أهم الأدوار التي يؤديها الشمر في الجهاز الهضمي هو أنه يساهم في تخفيف الغازات والانتفاخ بفعالية. فبفضل خصائصه المضادة للتشنج يمتاز الشمر بقدرته على ارتخاء العضلات الملساء في المعدة والأمعاء، مما يساعد على تحريك الطعام بسلاسة، وتقليل الشعور بالثقل وعدم الراحة بعد الوجبات. 

أيضًا، بذور الشمر غنيّة بألياف غذائية تُساعد في تنظيم حركة الأمعاء ومنع الإمساك، وهو من أهم المضاعفات المرتبطة بعدم انتظام الهضم. 

علاوةً على ذلك، يستخدم الشمر كشاي بعد الطعام أو كمستخلص لتسهيل الامتصاص وتقليل الأعراض المزعجة مثل الحموضة وعسر الهضم. فالشمر يساعد في زيادة إفراز العصارات الهضمية، بما في ذلك إنزيمات وأحيانًا الصفراء، مما يسهم في هضم الدهون وتحسين معالجة الطعام في المعدة والأمعاء. 

 

الفوائد الصحية الإضافية المرتبطة بالشمر للجهاز الهضمي

الشمر لا يقتصر دوره على الهضم فقط، بل يمتدّ ليشمل:

  • محاربة الالتهاب وتهدئة الأنسجة؛ إذ إن مكوناته النباتية لها تأثير مضادّ للالتهاب، مما يساعد على تخفيف التهيّجات في بطانة المعدة أو الأمعاء. 
  • مكافحة جراثيم أو فطريات ضارة؛ بعض الدراسات تشير إلى أن الشمر يحتوي على خصائص مضادة للميكروبات يمكن أن تساعد في تقليل نمو البكتيريا المسببة لبعض اضطرابات المعدة. 
  • تخفيف رائحة الفم الكريهة بعد الأكل، بسبب تأثيره المنعش وخصائصه المضادة للبكتيريا. 

 

كيف يمكننا استخدام الشمر للاستفادة القصوى؟

لتحقيق أقصى استفادة من فوائد الشمر، يمكن اعتماده بطرق طبيعية يوميّاً:

  • غلي بذور الشمر وشرب منقوعها بعد الوجبات، فهذا يساعد على تهدئة المعدة وتخفيف الانتفاخ. 
  • مضغ بذور الشمر بعد الأكل، وهي عادة قديمة تنتشر في بعض الثقافات، تساعد في تحفيز اللعاب وتهيئة المعدة لهضم الطعام. 
  • إضافة الشمر إلى السلطات، الأطباق المطبوخة، الحساء، أو حتى كجزء من التوابل، لزيادة النكهة والفوائد الصحية. 

 

التحذيرات والاعتبارات

رغم فوائده العديدة، هناك بعض الأمور التي يُفضّل أخذها بالعين:

  • استهلاك كميات كبيرة جدًا من الشمر يُحتمل أن يُعرض لبعض المركّبات مثل “الأنيثول” لمخاطر عند بعض الأشخاص ـ خصوصًا الحوامل أو من لديهم تحسّس تجاه العنـوَصلية النباتية. 
  • إذا كان هناك أمراض هضمية مزمنة أو حالات طبية خاصة، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب قبل الاستهلاك المنتظم أو العلاجي.
  • قد يختلف تأثير الشمر من شخص لآخر حسب الحالة الصحية، والنظام الغذائي، والحساسية.

فالشمر هو بالفعل “حارس” للجهاز الهضمي بطبيعته الطبيعية؛ يعمل بتناسق بين تحسين الهضم، تنظيم حركة الأمعاء، تقليل الغازات والانتفاخ، ومحاربة التهيّج والالتهاب. إنه مثال رائع على كيف الغذاء يمكن أن يكون دواءً إذا ما استُخدم بحكمة ضمن نظام غذائي متكامل.

د.هدير سيف 
اخصائي التغذيه العلاجيه